لا بد لأي عمل ناجح أن يعتمد التنظيم والتخطيط، وإن شئت قل: أن يقوم على منهجية وخطة واضحة؛ ليُثمر النتائج المرجوة. وانطلاقًا مما تقدم، نذكر بعض القواعد المهمة التي تساعد على حفظ القرآن:
صلاة الضحى
الصلاة في الإسلام أعظم العبادات، وتتفرّع إلى فرائض ونوافل، وصلاة الضحى إحدى هذه النوافل التي حثّ الإسلام على أدائها؛ لما لها من فضلٍ عظيم، وآتيًا تعريفٌ بها وتوضيحٌ لأبرز أحكامها وفضائلها.
26/11/2024
عام
برّ الوالدَين بعد موتهما برّ الوالدَين لا ينقطع بعد وفاتهما، إذ تعدّد صور البرّ بهما حال موتهما، ومنها: الدُّعاء لهما، والعلم النافع للناس، كما ثبت في صحيح مُسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ […]
25/11/2024
عام
فوائد الصدقة فوائد الصدقة الأخروية إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي: استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)، وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في […]
ما هي صلاة الضحى؟
تعريف الضحى لغة واصطلاحًا تُعرّف الضحى في اللغة والاصطلاح على النحو الآتي:
الضحى لغة:
من الضحوة، وهو الوقت من انبساط الشمس وامتداد النهار إلى أن يصفو ضوؤها، ويتبعه الضَحاء، وهو ارتفاع الشمس إلى ربع السماء فما بعده.
الضحى اصطلاحًا:
هي الصلاة التي تؤدّى في أول النهار، فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس ميلها عن وسط السماء نحو الغرب.
أسماء صلاة الضحى وردت أسماء أخرى بيّن الفقهاء أنّها أسماءٌ لصلاة الضحى، وهي: صلاة الأوّابين: حيث وردت الإشارة لصلاة الضحى باسم صلاة الأوّابين فيما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قوله: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)، وأوّاب بمعنى طائع لله -سبحانه وتعالى- كثير الرجوع إليه.
صلاة الإشراق: تُظهر أقوالٌ للفقهاء والمحدِّثين بأنّ صلاة الإشراق ذاتها صلاة الضحى؛ حيث يذكرون أنّ وقتهما من بعد طلوع الشمس إلى الزوال، دون أن يفرّقوا بينهما، وبعضهم فرّق واعتبر أنّ صلاة الإشراق أو صلاة الشروق غير صلاة الضحى. صلاة الأبرار.
ما هو وقت صلاة الضحى؟
يدخل وقت صلاة الضحى بارتفاع الشمس قيد رمح، أي بعد خمس عشرة دقيقة تقريباً، وينتهي قبيل الزوال، وأفضل وقتٍ لأدائها وهو وقت الاستحباب عند علوّ الشمس واشتداد حرّها، كما ورد في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)؛
أي حينَ تَحترِقُ أخفافُ الفِصالِ مِن شِدَّة حرِّ الرِّمالِ، فتَبْرُكُ مِن أجلِ ذَلكَ، والفصال هي أولاد الإبل.
ويُعلم من ذلك أنّ آخر وقت صلاة الضحى هو قبيل الزوال، ويسمّى بقائم الظهيرة، وهو الوقت الذي نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة فيه؛ لأنّه وقت كراهة، حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ)، وقد قدّره بعض العلماء بنحو عشر دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر.
ما حكم صلاة الضحى؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ صلاة الضحى نافلةٌ مستحبّةٌ، وذهب المالكية والشافعية إلى أنّها سنّةٌ مؤكّدةٌ، واستدلوا بما رواه الصحابي أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
كم عدد ركعات صلاة الضحى؟
اتّفق الفقهاء على أنّ أقل عددٍ لركعات صلاة الضحى هو ركعتان، واستدلّوا على ذلك بحديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- سابق الذكر، كما أنّه لم يُنقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه صلّى الضحى أقل من ركعتين، بالإضافة إلى أنّ أقل ما يُشرع في الصلاة ركعتين باستثناء صلاة الوتر؛ ولذلك فلا يجوز التطوّع بركعةٍ واحدةٍ، وتعّددت آراء الفقهاء في تحديد أكثر عددٍ لركعات صلاة الضحى، وفيما يأتي بيان أقوالهم:
القول الأول: ذهب جماعةٌ من السلف إلى أنّ أكثر عدد ركعات صلاة الضحى هو أربع.
القول الثاني: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية في المعتمد عندهم والحنابلة إلى أنّ أكثر الضحى ثماني ركعات؛ حيث استدلوا لقولهم بما رُوي عن أم هانئ -رضي الله عنها-: (أنَّهُ لَمَّا كانَ عَامُ الفَتْحِ أتَتْ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وهو بأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عليه فَاطِمَةُ ثُمَّ أخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ به، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى)، والحديث يدل على أنّ أكثر ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثماني ركعات، والأصل في العبادة التوقّف، وقد صرّح المالكية بكراهة ما زاد عن ثماني ركعات، إلا في حال كانت نية المُصلّي النفل المطلق.
القول الثالث: ذهب الحنفية إلى أنّ اثنتا عشرة ركعة وهو وجه عند الشافعية ورواية عن الحنابلة، واستدلوا على قولهم بما رواه الترمذي والنسائي بسندٍ ضعيفٍ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن صلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعةً بنى اللهُ لهُ قصرًا من ذهبٍ في الجنَّةِ)، وقد بيّن ابن عابدين نقلاً عن شرح المنيّة جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل، وذكر الحصكفي من الحنفية أنّ أوسط صلاة الضحى وأفضلها ثماني ركعات، وقد ثبت ذلك بفعل وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أكثرها فقد ثبت بقوله فقط.
القول الرابع: ذهب ابن جرير الطبري إلى أنّه لا حدّ لأكثر صلاة الضحى، وهو اختيار ابن عثيمين وابن باز، واستدلوا على قولهم بما رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بسندٍ صحيحٍ أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ).
كيفية أداء صلاة الضحى ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ طريقة صلاة الضحى؛ أنّها تؤدى مثنى مثنى؛ والمقصود؛ أي أن يسلّم المصلي بعد كل ركعتين، واستدلوا بذلك لما جاء في حديث أم هانئ -رضي الله عنها- حيث قالت: (يسلّمُ من كل ركعتينِ).
ما يُقرأ في صلاة الضحى؟ أما بالنسبة لما يُقرأ في صلاة الضحى؛ فيقرأ المصلّي ما تيسّر من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، سواء أكانت سورةً قصيرةً أم طويلةً أم آيات من القرآن الكريم، فلا يلزم تخصيص سور بعينها، فقراءة ما بعد الفاتحة سنة من السنن، أما الفاتحة فواجبة،
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى استحباب قراءة سور معينة فيها: القول الأول: ذهب الشافعية إلى استحباب قراءة سورتي الكافرون والإخلاص؛ لأنّ الإخلاص تعدل نصف القرآن، والكافرون تعدل ربعه. القول الثاني: ذهب بعض أهل العلم كالحاكم والزرقاني وغيرهم إلى مشروعية قراءة سورتي الشمس والضحى في صلاة الضحى، واستدلوا بالحديث الذي رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بسندٍ ضعيفٍ أنّه قال: (صلُّوا رَكعتيِ الضُّحى بسورتَيهِما والشَّمسِ وضُحاها والضُّحى).
ومن صفة صلاة الضحى أنّها صلاةٌ سرّية لا يُجهر بالقراءة فيها؛ لأنّ الصلاة النهاريّة سريّةٌ، ولا يوجد دليلٍ على الجهر فيها، لا سيّما أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يجهر فيها.
فضل صلاة الضحى وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عِظم فضل صلاة الضحى ومكانتها، منها ما يأتي: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).
عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنّه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: (أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ). عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى)، والسّلامى هي العظام والمفاصل في جسم الإنسان، وقوله في الحديث: “ويجزئ عن ذلك”؛ أي يسدّ عن ذلك ويقوم مقامه أداء ركعتي صلاة الضحى.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ)، قال المباركفوري رحمه الله: “قوله: (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)، أي: بعد طلوع الشمس”.
وصلاة الضحى صلاةٌ تشهدها الملائكة، يدلّ على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: (صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ… فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ).حكم قضاء صلاة الضحى تعدّدت أقوال الفقهاء في حكم قضاء صلاة الضحى، على النحو الآتي:
القول الأول: ذهب الشافعية في الصحيح من مذهبهم وبعض الحنابلة إلى أنّ صلاة الضحى والمندوب من الأعمال يُقضى إذا فات وقته المحدّد، ففي حال فوات نافلةٍ مؤقتةٍ فإنّها تُقضى مطلقًا، وبيّنوا أن قضاء السنّة سنّةٌ، كما أنّ قضاء الواجب واجب؛ حيث قاسوا المندوب على الواجب في القضاء، واستدلوا على رأيهم بعموم الحديث الذي رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (من نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليصلِّها إذا ذَكرَها، فإنَّ ذلِكَ وقتُها).
القول الثاني: ذهب الحنفية والمالكية والشافعية في قول عندهم إلى أنّ الضحى لا تُقضى؛ لأنّ القضاء لا يتعلّق بالمندوب، وهو محصورٌ بالواجب، واختار ابن عثيمين من المعاصرين هذا القول، واستدلوا لقولهم بعدم وجود دليل على أنّ السنن تقضى إلا ما ورد من دليل على قضاء الوتر والسنن الرواتب كركعتي سنة الفجر.
26/11/2024
عام
برّ الوالدَين بعد موتهما برّ الوالدَين لا ينقطع بعد وفاتهما، إذ تعدّد صور البرّ بهما حال موتهما، ومنها: الدُّعاء لهما، والعلم النافع للناس، كما ثبت في صحيح مُسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ […]
25/11/2024
عام
فوائد الصدقة فوائد الصدقة الأخروية إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي: استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)، وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في […]