لا بد لأي عمل ناجح أن يعتمد التنظيم والتخطيط، وإن شئت قل: أن يقوم على منهجية وخطة واضحة؛ ليُثمر النتائج المرجوة. وانطلاقًا مما تقدم، نذكر بعض القواعد المهمة التي تساعد على حفظ القرآن:
هل جاء الإسلام بالسلام ؟
وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)هيا بنا نناقش بعض النقاط التي تبرهن على أن الإسلام جاء بالسلام. القتل أم القتال؟ الإسلام سمح بالقتال وليس بالقتل، وذلك في حالات محدودة للدفاع عن النفس أو صد لعدوان يمنع المسلم من ممارسة شعائره، و يمنعه من التعريف بوجود الخالق الواحد الأحد الذي ليس له شريك أو ولد وعبادته وحده. قال الله تعالى في سورة الممتحنة – 8:
لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين(٨)إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَوقال تعالى في سورة المائدة – 32:
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كثيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَفغير المسلم هو واحد من أربعة:
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَوهنا نفهم من الآية الكريمة أنه بمجرد سماع غير المسلم الآيات القرآنية التي تُعرفه بوجود خالقه وتدعوه لعبادة هذا الخالق مباشرة بلا وسيط، وأراد غير المسلم البقاء على دينه بعد سماعه الآيات، فيجب على المسلم أن يعطيه الأمان.
وَإِن نَكَثوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌوفئة المحارِب هي من علينا مقاتلتها فقط، ولم يأمر الله بالقتل، ولكن بالقتال، وهناك فرق كبير بينهما، فالقتال هنا بمعنى المواجهة في الحرب بين مقاتل ومقاتل للدفاع عن النفس، وهذا ما تنص عليه كل القوانين العالمية. قال الله تعالى في سورة البقرة – 190:
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَوهذه الآية الكريمة هي القاعدة والآية المحكمة التي يقاس عليها مفهوم القتال في الأحاديث المشتبه في تفسيرها أو معناها، أو الآيات المتشابهات. قتال الناس: لماذا قال الرسول الكريم أُمرت أن أُقاتل الناس؟ صحيح البخاري (1/ 14) 25 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ». هذا الحديث يُعبر عن حالة خاصة ببعض المجموعات من القبائل العربية التي منعت المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية، أو القبائل التي اعتنقت الاسلام وعاهدت الرسول على إقامة الصلاة وايتاء الزكاة، فنكثوا العهد وحاربوا الرسول ومنعوا من بقي منهم على الإسلام من ممارسة شعائرهم الدينية من إقامة الصلاة وايتاء الزكاة وشهادة أن لا إله إلا الله، واضهدوهم. وليس كما يفهم البعض أن على المسلمين قتال كل الناس حتى يعتنقوا الإسلام. علينا أن نفهم أيضًا:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًايفهم مهاجمي الإسلام هذه الآية على هذا المعنى: الذين قال لهم كل الناس إن كل الناس قد جمعوا لكم . فكيف سيذهب كل الناس ليقولوا لكل الناس إن كل الناس قد جمعوا لكم، وهم في الواقع نفس الناس ! إذًا، فمنطقيًا أن يكون المراد بالناس هنا ليس كل الناس، ولكن فئة معينة من الناس، وقد أخبرتنا التفاسير على أن المقصود بالناس الأولى “قَالَ لَهُمْ الناس” ، أَيْ نَعِيم بْن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ، والثانية” إنَّ النَّاس” المقصود بها أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه، يعني كلمة الناس أطلقت على شخص واحد فقط ! قال الله تعالى في سورة النساء-54:
أَمْ يحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إذا كانت الآية تقول (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ)، فمن الذي سوف يحسد الناس، إذا كانت كلمة الناس تعني كل الناس وكل البشر؟ فكلمة الناس منطقيًا هنا ليس المقصود بها كل الناس، فالمقصود بالناس هنا، هو سيدنا محمد وأتباعه وليس كل البشر. نفهم من الشرح السابق أن:
26/11/2024
عام
برّ الوالدَين بعد موتهما برّ الوالدَين لا ينقطع بعد وفاتهما، إذ تعدّد صور البرّ بهما حال موتهما، ومنها: الدُّعاء لهما، والعلم النافع للناس، كما ثبت في صحيح مُسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ […]
25/11/2024
عام
فوائد الصدقة فوائد الصدقة الأخروية إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي: استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)، وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في […]