الجامع الأعلى الكبير في حماة يعد من أجمل الأوابد والصروح الأثرية التي تفتخر بها مدينة حماة, لما يمتاز به من جمال وهيبة وما مر عليه من حضارات متعددة, ولأنه يعد خامس مسجد في الإسلام, لذلك يمكن اعتباره لؤلؤة حماة؛ تلك المدينة الغنية بمساجدها التاريخية مثل جامع النوري و جامع أبي الفداء.
تظهر في هذا الجامع آثار ثلاث حضارات متغايرة في اللغة والعنصر والدين هي: الوثنية - المسيحية - الإسلام.
يقع الجامع الكبير في محلة المدينة في مدينة حماة بالقرب من القلعة من جهة الغرب.
من أهم معالمه:
يعد الجامع الأعلى الكبير خامس مسجد في الإسلام
مر هذا الجامع بعدة مراحل هي:
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب تم بناء قبة الخزنة في مسجد البصرة بأمر منه حفاظاً على المال في المساجد الجامعة بعد سرقته من مسجد البصرة نفسه, ومن ثم بنيت ثلاث قباب أخرى مماثلة في مساجد القدس و دمشق و حماة, وهذه القبة تقع في فسحة من الجنوب الغربي للمصلى الصيفي الملاصق للحرم وتركز على ثمانية أعمدة كلسية وأسطوانية رشيقة تعلوها تيجان كورانثية بطبقتين من أوراق الأكانتس الذي يتمايل في انسياب حلزوني رقيق وتضم أعمدة القبة بين قواعدها فسقية مثمنة الشكل صارت تستخدم مؤخراً للإضاءة.
وفي عهد نور الدين زنكي تم بناء المئذنة الجنوبية وهي المئذنة المربعة.
وفي عام 701 هجري تم بناء أعمدة الحرم الثمانية التي تحمل السقف كما تم بناء المنبر الخشبي الثمين المطعم بالنقوش.
وفي عام 763 هجري تم بناء الناعورة المحمدية مع قناتها المحمولة على اثنتين وثلاثين قنطرة في موقع باب النهر لنقل مياه نهر العاصي إلى الجامع الكبير وعلى وجه القنطرة العاشرة بعد الناعورة توجد كتابة تؤرخ لهذا الحدث.
وفي عام 823 هجري تم بناء الرواق الشرقي من قبل إبراهيم الهاشمي وهذا الرواق يدعى اليوم الحرم السعدي (السعدية).
وفي عام 825 هجري تم بناء المئذنة بزخارفها ونقوشها الجميلة من قبل إبراهيم الهاشمي.
تهدم الجامع عام 1982 م في أحداث حماة, وأعيد بناؤه كما كان في الماضي عام 1991 م.