المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بيت وضع للناس على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه تبعاً للعقيدة الإسلامية، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم، وإليه يحجون. سمي بالمسجد الحرام لحرمة القتال فيه منذ دخول النبي محمد إلى مكة المكرمة منتصراً. ويؤمن المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة.
ذكر في القرآن: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (سورة آل عمران، الآية 96)
قديماً قبل الإسلام وقبل إنشاء المسجد الحرام أطلق لفظ الأبواب على المداخل الواقعة في نهايات الطرق المؤدية لفناء الكعبة ولم يكن لها هيئة معمارية واضحة، وقد عرفت مداخلها بالفجاج. وفي عصر النبوة استمرت أبواب الحرم المكي الشريف على صفتها وتسميتها التي كانت عليها في العصر الجاهلي، وقد ورد ضمن أحداث السيرة النبوية ذكر أسماء بعض تلك الأبواب مثل: باب المسجد (باب بني عبد شمس، وعرف باسم باب بني شيبة والباب الأعظم)، وباب بني مخزوم، وباب بني جمح، وباب بني سهم، وباب الحناطين (الخياطين). يقدر بعض الباحثين عدد أبواب المسجد الحرام في تلك الفترة بسبعة أبواب اثنان منها في الجهة الشرقية، وثلاثة في الجهة الغربية، وواحد في كل من الشمال والجنوب، وقد اكتسب بعضها في عهد النبي محمد صفة خاصة لارتباطه بالنسك.
في عهد عمر بن الخطاب أصبح للأبواب هيئة معمارية محددة، بعد ما أمر سنة 17 هـ - 638 م بإحاطة المطاف بجدار قصير يبلغ ارتفاعه دون القامة، فُتح فيه أبواب في محاذاة الأبواب التي كانت من قبل بين الدور. وفي عهد عثمان بن عفان وتحديداً في سنة 26 هـ - 646 م شهدت أبواب الحرم المكي تطوراً معمارياً حيث زيدت مساحته وأضيفت إليه الأروقة، فاقتضى بدوره أن يبني للمسجد الحرام أبواباً يتوافر لها عضادتان وعلو مسقوف. بعد عهد الخلفاء الراشدين شهد المسجد الحرام أكثر من توسعة، أولها عمارة عبد الله بن الزبير سنة 65 هـ - 684 م. وقد جرى فيها زيادة كبيرة في مساحة المسجد الحرام، ترتب عنها بناء أبواب جديدة بدلاً من الأبواب القديمة، تبع ذلك عدد من التوسعات في العهد الأموي والعباسي والعثماني إلى العهد السعودي الحديث، وقد ترتب على هذه والتوسعات أن تعرضت أبواب المسجد الحرام لتغيرات في أعدادها ومواقعها.
حالياً يصل عدد أبواب المسجد الحرام إلى 179 باباً تؤدي إلى المسجد الحرام وسطحه وقبوه، مصنوعة من أجود أنواع الخشب، وكسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، وقد زودت بلوحات رقمية إرشادية تضيء باللون الأخضر حال وجود إمكانية لدخول المصلين وتضيء باللون الأحمر حال اكتمال الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام.
الأبواب الرئيسة الخمسة للمسجد الحرام
باب الملك عبد العزيز، رقم (1) في الساحة الغربية.
باب الصفا، رقم (11) في جهة المسعى.
باب الفتح، رقم (45) في الساحة الشمالية.
باب العمرة، رقم (62) في الساحة الشمالية.
باب الملك فهد، رقم (79) في الساحة الغربية.
ومن الأبواب المهمة في المسجد الحرام
في الناحية اليسرى لباب الملك فهد: (64، 70، 72، 74).
في الساحة الشرقية: (باب السلام، باب علي، باب المروة).
في الساحة الشمالية: (باب الحديبية، باب المدينة، باب القدس، باب الفاروق).
وقد تم تخصيص عشرين باباً من إجمالي أبواب المسجد الحرام لذوي الاحتياجات الخاصة منها باب الملك عبد العزيز وباب أجياد الجديد وباب حنين وباب الصفا وباب المروة وباب القرارة وباب الفتح وباب المدينة وباب العمرة وباب (64) وباب (74) وباب (84) وباب (94)، بالإضافة إلى عدد من السلالم والجسور
المآذن
يعود بناء أول منارة في المسجد الحرام للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، حيث أنشأ منارة بباب العمرة أثناء عمارة المسجد في عهده سنة 139 هـ، وجددها وزير صاحب الموصل سنة 551 هـ، وأصلحت في سنة 843 هـ في ولاية السلطان جقمق، وفي سنة 931 هـ أعيد بناؤها في عهد السلطان سليمان حيث كانت تغطيها قبة، فلما أعاد سليمان بناءها جعل رأسها على نمط منابر الروم.
تلى ذلك إنشاء ثلاث منارات في عهد الخليفة محمد المهدي سنة 168 هـ إحداها على باب السلام وقد كانت بدورين، ثم هدمت في زمن الناصر فرج بن برقوق سنة 810 هـ، والثانية على باب علي وقد هدمها السلطان سليمان، وأعاد بناءها من الحجر الأصفر المنحوت، وجعل لها رأساً على نمط منابر الروم، والثالثة على باب الوداع (منارة حزورة) ثم أعيد بناؤها زمن الأشرف شعبان صاحب مصر عقب سقوطها سنة 771 هـ فعمرت في السنة التالية وجددت سنة 1072 هـ على الطراز العثماني، وعرفت في العصر العثماني باسم مئذنة باب الوداع.
ثم أنشأ المعتضد بالله منارة خامسة منارة باب الزيادة سنة 284 هـ وتقع في باب دار الندوة بين باب الزيادة وباب القطبي، ثم سقطت وبناها الأشرف برسباي سنة 826 هـ على الطراز المملوكي. ثم منارة سادسة في عهد السلطان قايتباي منارة مدرسة قايتباي بين باب النبي وباب السلام بثلاثة أدوار، تعلوها قمة مصرية، وقد بنيت سنة 883 هـ مع المدرسة. ثم أنشأ السلطان سليمان منارة سابعة في إحدى المدارس الأربع بين باب السلام وباب الزيادة، وهي منارة حجرية عالية من الحجر الأصفر، رأسها على أسلوب منابر الروم.
في العهد السعودي وفي التوسعة الأولى التي بدأ العمل بها عام 1375 هـ فقد تمت إعادة بناء المنارات وأصبحت بارتفاع 89 متر مقسمة إلى خمسة أجزاء وهي القاعدة، والشرفة الأولى، وعصب المئذنة، والشرفة الثانية، والغطاء. حيث أنها بنيت على الطراز الحديث لتتلاءم مع العمارة الحديثة للمسجد، بعد ذلك تمت إضافة منارتين على باب الملك فهد لتصبح تسع منارات، ويجري حالياً العمل على أربع منارات إضافية لتصبح بذلك 13 مئذنة موزعة على الأبواب الرئيسية للحرم المكي حيث تظهر كأكتاف بارزة لها، إضافة لبعض الأبواب الأخرى والأركان.
مآذن المداخل الرئيسية
مئذنتان على باب الملك عبد العزيز.
مئذنتان على باب الملك فهد.
مئذنتان على باب العمرة.
مئذنتان على باب الفتح.
مئذنة على باب الصفاء.
مآذن التوسعة الحديثة
مئذنتان على باب الملك عبد الله.
مئذنة في الركن الشمالي الشرقي.
مئذنة في الركن الشمالي الغربي.