شيده السلطان الكامل الأيوبى عام (1211) ولم يبق منه الآن إلا الضريح الخشبى المحفور ذو الرسوم الرائعة، ويعد هذا الضريح المغطى بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مبانى العصور الوسطى وأجملها زخرفة، والثابت أن منحنيات القبة ومقاييسها من الداخل تخضع للنسب الجمالية الموائمة للفراغ الداخلى، ولعل المهندس المعمارى قد رأى أن حجم القبة وارتفاعها على هذا الشكل قد لا يتفق مع النسب والمقاييس بالنسبة للعمارة من الخارج.
ومن ثم لجأ إلى إعطاء كل من الداخل والخارج حقه بتشييد القبة مزدوجة، فنرى في بطن القبة أشرطة من الجص المشغول والمنقوش، وكتابات ملونة محفورة على الخشب ذات جمال أخاذ، فضلاً عن الزخارف المتدلية الذهبية الرائعة. ويتضمن ضريح الإمام الشافعى نفسه أقدم نقش معروف في مصر كتب بالخط النسخ، وقد استخدم هذا النوع اللين من الخطوط أولا لسهولته في كتابة المخطوطات ثم استخدم بعد ذلك في النقوش والكتابات الأثرية فيما وراء النهر منذ االنصف الأول من القرن الثانى عشر، ومازال يشيع حتى أصبح من عناصر النقوش الإسلامية الهامة.
يعد ضريح الامام الشافعي من أكبر اضرحة مصر على الإطلاق فهو يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل 15م وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.
المدخل للضريح مدخل واحد بالضلع الشمالي الشرقي، وهو صغير والجدران سميكة، نشأ من ذلك دهليز صغير طوله سمك الجدران، يغلق ببابين بكل طرف من أطرافه، الباب الخارجي له مصراعان من الفضة، والباب الداخلي له مصراعان عرض كل منهما 98 سم وارتفاعه 3م. القبة تعد قبة الامام الشافعي من أجمل القباب التي بنيت في مصر وتعد أقدم قبة خشبية بنيت في مصر، يزيد من أهميتها انها ترجع إلى العصر الايوبي في عهد السلطان الكامل. المحاريب: بنيت في الجهة الجنوبية الشرقية من الضريح 3 محاريب ضخمة أوسعها أوسطها.