تزخر مكة المكرمة بالعديد من المساجد التاريخية التي لها شأن عظيم في تاريخ الإسلام، حيث تُحيي ذكرى مرحلة هامة كما أن لها مكانتها العظيمة في نفوس المسلمين على مر العصور. ومسجد الحديبة من هذه المساجد التي لاتزال شامخة حتى الآن كشاهد عيان على القيمة الكبيرة للتاريخ الإسلامي العريق.
يقع مسجد الحديبية قرب مكة المكرمة على طريق جدة القديم، في مكان يُعرف الآن بـ الشميسي، يبعد قرابة 24 كيلو مترًا من المسجد الحرام وقرابة 2 كيلو متر من حد الحرم، وبُني المسجد الحديث بجوار المسجد الأِثري القديم المبني بالحجر الأسود والجص.
وسميت منطقة الحديبية نسبة إلى بئر الحديبية قرب الشجرة التي بايع الصحابة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - تحتها ما عرف في التاريخ ببيعة الرضوان في السنة السادسة للهجرة. وفي السنة نفسها وقع الصلح بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمشركين من أهل قريش لمدة عشر سنين وسمي بصلح الحديبية، وكتبه سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ونقضه المشركون بعد سنتين ما عَجَّلَ بفتح مكة.