مسجد الشيخ علي البكاء يقع المسجد أو الزاوية في مدينة الخليل في دولة فلسطين، وسمي بهذا الاسم نسبةً للشيخ علي البكاء، وهو أحد الشيوخ الصوفيين الذين وفدو من الشرق لمجاورة جد الأنبياء إبراهيم الخليل، واستقر في المدينة حتى وفاته سنة 1271م. وقد تم إنشاء الزاوية على ثلاث مراحل. تلتها حالة الإعمار الأخيرة في الثمانينات من هذا القرن حيث أصبح البناء حديثاً وأنشئ مسجد حديث وأحيطت به غرف تحوي داراً للقرآن وأخرى للفقه ومكاتب للجنة زكاة الخليل. ويحتوى المسجد على مأذنة أثرية -تاريخية - على الأغلب أنها تعود لعهد الأيوبيين...
ويحتوي أيضاً على دار لتحفيظ القران وعيادة طبية وعلى لجنة لتوزيع الزكاة، كما ويقام فيه امتحانات التجويد بشكل سنوي للدارسين، كما ويتم فيه -عادةً- التسجيل لرحلة الحج السنوية.
صاحب الزاوية بمدينة سيدنا الخليل ، كان مشهوراً بالصلاح والعبادة وإطعام من يجتاز به من المارة والزوار، وكان الملك المنصور قلاوون يثنى عليه ويذكر أنه اجتمع به وهو أمير وأنه كاشفه في أشياء وقعت له.
وسبب بكائه الكثير: أنه صحب رجلاً كانت له أحوال وكرامات، وأنه خرج معه من بغداد فانتهوا في ساعة واحدة إلى بلدة بينها وبين بغداد مسيرة سنة، فقال له ذلك الرجل: إني سأموت في الوقت الفلاني، فأشهدني في ذلك الوقت في البلد الفلاني.
قال: فلما كان ذلك الوقت حضر عنده وهو في السياق، وقد استدار إلى جهة الشرق فحوله الشيخ علي إلى القبلة فاستدار إلى الشرق فحولته أيضاً ففتح عينيه وقال: لا تتعب فإني لا أموت إلا على هذه الجهة، وجعل يتكلم بكلام الرهبان حتى مات فحمله الشيخ علي وجاء به إلى دير هناك فوجد أهل الدير في حزن عظيم.
فقال لهم: ما شأنكم؟ فقالوا: كان عندنا شيخ كبير ابن مائة سنة، فلما كان اليوم مات على الإسلام، فقال لهم: خذوا هذا بدله وسلمونا صاحبنا، وسلموه إليه فوليه فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه مع المسلمين، وولوا هم ذلك الرجل فدفنوه في مقبرة النصارى.
والذي بنى الزاوية والإيوان وما معه الأمير عز الدين أيدمر في دولة الملك الظاهر بيبرس في سنة ثمان وستين وستمائة قبل وفاة الشيخ، ثم بنى قبة الزاوية من الساحة وما معها الأمير الاسفهسلار حسام الدين طريطاى نائب القدس الشريف في دولة المنصور قلاوون في المحرم سنة إحدى وثمانين وستمائة، ثم بنى البوابة والمنارة علوها وهما في غاية الإتقان والحسن الأمير سيف الدين سلار نائب السلطنة بالديار المصرية والممالك الشامية بمباشرة الأمير النجمي في دولة الملك محمد بن قلاوون في مستهل رمضان سنة اثنين وسبعمائة.