جامع المنصور، أو جامع القصر، أوالجامع الأعظم الأعلى، أو الجامع الكبير، أوالجامع الأعلى، ويعرف كذلك بجامع مولاي اليزيد، هو مسجد بمراكش، المغرب. شيده يعقوب المنصور الموحدي ما بين سنتي (581 هـ -1185 م/586 هـ - 1190 م) وهو متوجه إلى الأندلس في غزوته الشهيرة - غزوة الأراك -، ولما عاد مظفرا سنة 594هـ/1197م وجد الجامع قد تم تشييده على أحسن صورة. يقول بن أبي زرع: إن يعقوب أنفق في بنائه أخماس غنائم الروم.
وقد طرأت على الجامع عدة إصلاحات وترميمات في العهد السعدي والعلوي غيرت من تصميمه الأصلي.أما مساحته فهي: 5052,5 متر مربع (77,50 م × 71 م). في قاعة الصلاة أحد عشر بلاطا تعامد حائط القبلة، لكن عرضها إنما هو ثلاث سقائف، آخرها على هيئة البلاط، تعلوها ثلاث قباب بمقرنصات: واحدة أمام المحراب، والأخريان عن يمين المحراب وعن شماله، وما تبقى من الساحة صحن عظيم.ويحيط بذلك ساباط في عرض البلاط كانت تفضي إليه الأبواب في الأصل. وأعجب من ذلك أن على الجهتين الشرقية والغربية على بعد بلاطين من الساباط المحيطة بالجامع صفين من العقود يخترقان ساحة الجامع من بيت الصلاة إلى الباب الشمالي، فتحصل في كل صف منهما صحنان جانبيان، ينقسم كل واحد منهما قسمين متساويين، يفصل بينهما ساباط معترض هو ممشى مسقف يمتد من هذا الصف من العقود إلى آخر الأبواب الجانبية، فيكون حول الصحن الأوسط الكبير أربعة صحون صغار مكشوفة مثله. وفي هذا المجموع كله صهاريج كثيرة: صهريجان في الصحن الرئيسي، وصهريج في كل واحد من الصحنين الصغيرين القريبين من بيت الصلاة. أما واجهة المسجد فعلى قدر من الضخامة، تتوجها شرفات مسننة، وهي مقسمة على عدد البلاطات بداخل الجامع، وذلك بإبراز انكسار أقواسه، وتحيط بهذه الأقواس أعمدة مثقلة بالنقوش. وللجامع الحالي أربعة أبواب عمومية: واحد على الجهة الشمالية قبالة المحراب، وثلاثة على الجهة الغربية. مع أن المراجع تشير إلى أن الجامع كان يتوفر على سبعة أبواب. يقول ابن أبي زرع وصنعوا للجامع سبعة أبواب على عدد أبواب جهنم، فلما دخله أمير المومنين أعجبه وسر به، فسأل عن عدة أبوابه، فقيل له أنها سبعة، والباب الذي يدخل منه أمير المومنين هو الثامن، فقال عند ذلك: لا بأس بالغالي إذا قيل حسن وفرح به غاية. محراب الجامع: المحراب واسع وعريض، يقوم على أربعة أعمدة من اليشب، [حجر كريم مختلف الألوان] تعلوها تيجان أموية بديعة، وبه أربعة أعمدة أخرى منتصفة تحمل الإطار الفخم للقوس، عليها تيجان مثلها تحمل أطار العقد ولوحة المحراب، والإطار غاية في الفخامة.وعلى كل واحد من البابين القريبين - باب المنبر وباب الإمام - أربعة أعمدة أخرى بجانبيهما، فهذه اثنا عشر عمودا. وتسم التيجان الأموية الإثنا عشر هذا المجموع بميسم أندلسي. ومشكاة المحراب داخلة في عمق جدار القبلة نقشت عليه كتابة دارجة تمتد على قدر قامة الرجل. المنبر: كان المنبر عبارة عن قطعة أثاثية جليلة، وهو أقل مهابة وضخامة من منبر الكتبية. فهو بما فيه من البساطة، وزخارفه الزهرية، وطلاوة فسيفسائه مفخرة.. المئذنة: شيدت في الركن الشمالي الغربي من الجامع، مربعة القاعدة ضلعها 8.80 م، ملساء إلى حدود سقف الجامع، وما فوق ذلك مزخرف إلى القمة، حيث إفريز من الخزف المزخرف يسطع نورا، تحفه عصابتان أفقيتان. ولبست كلها بزخرف متشابك فاخر، على كل جهة ثلاثة عقود مفصصة، تقوم على أعمدة وتيجان مزخرفة، وتحيط بثلاث نوافذ مصطفة في خط واحد، وتتشابك امتدادات هذه العقود مع شرائط مثلها مفصصة تنشأ من صف ثان من سويريات زخرفية موضوعة فوق الأولى بين مداميك العقود، وينتهي تشابكها عند عصابة الزليج. يقول الوزان مسجد في غاية الجمال والعظمة، تعلوه صومعة متناهية الجمال، وفي أعلاه ركز عمود من حديد فيه ثلاث تفاحات من ذهب أكبرها السفلي، وأصغرها العليا، وقد أراد كثير من الملوك أن يزيلوا هذه التفاحات وصكها نقدا عندما اشتدت حاجياتهم إلى المال، لكنهم في كل مرة تحدث لهم حادثة غريبة تلزمهم بتركها، حتى أنهم تطيروا من مسها]. وفي سنة 981 هـ/1573 م وقع انفجار بجامع القصبة سببه كما جاء في أعلام التعارجي كان بقصبة مراكش جماعة من أسارى النصارى من لدن أيام أبي العباس الأعرج وأخيه أبي عبد الله الشيخ، فرأوا الحجم الغفير من أعيان المسلمين وأهل الدولة يحضرون كل جمعة للصلاة مع السلطان بجامع المنصور من القصبة المذكورة، فحدثتهم نفسهم بأن يصنعوا مكيدة يهلكون بها السلطان ومن معه، فحفروا في خفية تحت الجامع حفرة ملأوها بالبارود ووضعوا فيها فتيلا تسري فيه النار على مهل كي ينقلب الجامع بأهله وقت الصلاة، فنفطت المينا وانهدمت بها القبة الواسعة من الجامع المذكور، وانشق منارها شقا كبيرا لازال ماثلا إلى الآن] . وممن جدد الجامع السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ثم السلطان مولاي عبد الرحمان.
الخليفة عمر [المرتضى] بن إسحاق الموحدي [ت665هـ/1266م] أخذت له البيعة بالجامع يوم الأربعاء غرة ربيع الأول من سنة 646هـ الموافق 24 يونيه 1248م.
من خطباء وأئمة الجامع: عيسى بن عبد العزيز بن يلبخت الجز ولي: [ت607هـ/1210م]. أول خطيب للجامع الأعظم. ولما حضرت المنصور الوفاة عهد أن يتولى غسله أبو موسى الجزولي تبركا به.
أحمد بن علي بن مسعود الشاطبي: خطيب الجامع، كان حيا سنة 999هـ/1590م.
علي بن الفاضل بن مريدة السرغيني: [ت 1303هـ/1885م]، خطيب الجامع، وإمام الضريح العباسي.
موقتو الجامع: