يعتبر مسجد ومدرسة السلطان حسن من أضخم مساجد مصر عمارة وأعلاها بنياناً، حيث أنشأه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في الفترة ما بين عامي (757هـ/1356م) و(765هـ/1363م)، وتقع هذه المدرسة في نهاية شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي بميدان القلعة (ميدان صلاح الدين) .
يذكر المؤرخ المقريزى فى كتاباته عن بناء المسجد الذى يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادى مشيراً إلى أن الأوبئة التي أثرت على السكان في ذلك الوقت حالت دون إستكمال بناء المسجد، تجاوز إجمالى تكلفة المشروع المليون دينار . نظرًا لأن المشروع تم تنفيذه على هذا النطاق الهائل مما جذب العديد من الصناع والحرفيين من مختلف أقاليم الدولة المملوكية.
وقد إستخدم مسجد السلطان حسن كحصن نظرا لقربة من القلعة إذ كانت تطلق من فوق سطحه المجانق على القلعة عندما تثور الفتن بين أمراء المماليك البرجية مما دفع بعض سلاطين المماليك إلى التفكيرفى هدمه بصورة جدية .
يتكون المسجد من صحن (ساحة مفتوحة) أوسط مكشوف، ويحيط بالصحن أربعة إيوانات "مساحة مربعة أو مستطيلة مغلقة من ثلاثة أضلاع ومفتوح ضلعها الرابع بالكامل"، وفي زوايا الصحن الأربعة يوجد أربعة أبواب توصل إلى المدارس الأربعة خصصت لتدريس المذاهب الأربعة.
تعرض المسجد للعديد من عمليات الترميم وإعادة البناء على مر العصور حتى القرن العشرين كمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة، وأهم ما يميز المسجد القباب الداخلية والخارجية ذو الزخارف الرائعة تصميمها المعمارى المميز والذى ربما أستوحى من الفنون والعمارة الأرمينية.
يعتبر مسجد السلطان حسن من أهم الأماكن السياحية التي يتوافد عليها السياح بمختلف ثقافاتهم، ويحتوي المسجد حالياً على مدرسة صغيرة للأطفال لتدارس القرآن الكريم، ويقام به أيضاً العديد من الحلقات والندوات الثقافية. يفتح المسجد للزيارة من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، وخلال شهر رمضان تمتد ساعات فتح المسجد حتى يؤدي المصلين به صلاة التراويح.