فوائد الصدقة الدنيوية
إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الدنيوية،
ومن هذه الفوائد ما يأتي:
- الصدقة سببٌ في تزكية المال وتطهيره، كما قال -عليه السلام-:(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).
- الصدقة وسيلةٌ لتطهير النفس البشرية من الذنوب ومن البخل الشح، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم).
- الصدقة سببٌ في دفع البلاء ورفع الأمراض البدنية عن المتصدق والشفاء منها، مصداقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (داووا مرضاكمْ بالصدقةِ).
- الصدقة سببٌ في نشر السعادة والسرور في قلوب المساكين، ويُعَد إدخال السرور على المؤمنين من أفضل الأعمال.
- الصدقة سببٌ في زيادة المال والبركة فيه، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).
- الصدقة وسيلةٌ في دفع الابتلاءات والعواقب السيّئة عن المُتصدِّق، إذ تعد الصدقة من صنائع المعروف، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام- : ( صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).
- الصدقة وسيلةٌ في تخفيف انتشار الفقر، فهي تُعطى لكل من المحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وتُصرف لمصالح المسلمين، وبالتالي تتألّف قلوب الفقراء، وتحل الأزمات والمصالح العامة للمحتاجين.
- الصدقة وسيلةٌ لشكر الله على نعمة المال.
- الصدقة طريقةٌ في نيْل محبة الله ومحبة الخلق
- الصدقة سببٌ في زيادة صلة العباد بعضهم ببعض، وتقوية الروابط الاجتماعية.
- الصدقة سببٌ في نشر الفضائل في المجتمع، ونشر الود والرحمة بين أفراده.
- الصدقة دليلٌ على ثقة العبد بربه، وحُسن الظن بالله.
تعريف الصدقة لغة واصطلاحا
تُعرَّف الصّدقة لغةً:بأنها العطيّة، فكلمة تصدّقت تعني أعطيت.
أما تعريف الصّدقة اصطلاحاً: فهي المال الذي يُعطى ابتغاءً لوجه الله وطلباً لمرضاته دون طلب مقابلٍ في الدنيا،
وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تحثُّ على الصّدقة وتُبيّن جزاء المنفِق في سبيل الله، كما جاء في قوله -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
أنواع الصدقة
إنَّ للصدقة العديد من الأنواع، فيما يأتي بيانها:
الصدقة التي لها منافع متعدِّية،
كالإصلاح، والكلمة الطيبة، وإلقاء السَّلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أفعال الخير التي تعود منفعتها على الغير حتى لو أن تلقى أخاك المسلم بوجهٍ بشوش مصداقاً لقوله -عليه السلام-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) ومن أوجه الصدقة المتعدية أيضاً:
دفع الأذى عن الناس سواء باليد أو اللسان، كما ورد في الحديث قوله -عليه السلام-: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ).
أداء حقوق المسلم على المسلم، قال -عليه السلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).
الصبر على المعسر في قضاء الدين، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).
معاملة الحيوانات بالإحسان، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).
التعليم لمن لا يعلم يدخل في مفهوم الصدقة.
الإنفاق على الأهل مع اقتران الفعل بنية الصدقة، كما جاء في الحديث -قوله عليه السلام-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).
الزراعة في الأرض تدخل في مفهوم الصدقة، كما قال -عليه السلام-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).
محاسبة النفس البشرية على ما بدر منها من تقصير وفتور في العبادة، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والبكاء من خشية الله، والتفكر في مخلوقات الله، كل ذلك يدخل في مفهوم الصدقة.
الصدقة التي لها منفعة قاصرة على المتصدق نفسه،
كذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وفي أداء صلاة الضحى صدقة، وكل ما فيه طاعة لله تعالى.